يبقى قضية أن السلف نهوا عن هذا الأمر، وهو مالِك -رحمه الله تعالى- لمَّا جاءه رجُلٌ في مجلسهِ، فقال:﴿الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾[طه: ٥] ، كيف استوى؟
فقال له الإمام مالِك ماذا: “الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمانُ به واجِب، والسؤالُ عنه بدعة”، إذًا لمَّا قال في الأوَّل، ماذا قال؟، ما هي العبارة الأولى؟، “الاستواء معلوم”، هذا ردُّ على من؟, على المُفوِّضة، والمُعطِّلة، الذين يُنكِرُون الاستواء، طيب، قال ثم بعد ذلك قال: “والكيف مجهول”، هذا رد على من؟، على من يُكيِّف، وقال: “الإيمانُ به واجب”، وهذا رد أيضًا على المُعطِّلة، ثم قال: “والسؤال عنه بدعة”، يدُل على أن هذا من الأُمُور التي لا تجُوز، وهي من المُبتدعات، وهذا أيضًا مرويٌّ عن شيخه ربيعة، “الاستواء غيرُ مجهول، والكيفُ غيرُ معقول”، هذا يقولُهُ ربيعة -رحمه الله تعالى-، ويُروى هذا الأثر أيضًا عن أمِ سلمةَ -رضي الله تعالى عنها-.
الشيخ:
خالد بن ضحوي الظفيري وفقه الله