اختلاف المطالع في رؤية الهلال
قال الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء:
بقيت مسألة مهمة جدا يعني إذا رؤي الهلال في بلد فهل يلزم الناس كلهم الصوم لرؤية ذلك البلد؟
الجواب: أنه إذا كان البلد لا تختلف فيه المطالع فيلزم الجميع الصوم, أما إذا كان تختلف المطالع من إقليم إلى إقليم آخر لما بينهم من المسافات فلا يلزم هذا الإقليم الصوم حتى يروا الهلال بأنفسهم, كل قوم لهم رؤيتهم لقوله صلى الله عليه وسلم: [ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ] (أخرجه البخاري 1909 ومسلم 1081)
فإذا كانت المطالع تختلف وهناك فرق بين الأقاليم أو بين القارات فإن لكل قوم رؤيتهم ولا يلزم أهل الإقليم أن يصوموا برؤية الإقليم البعيد عنهم لاختلاف المطلع هذا قول لأهل العلم وهذا هو الراجح عند المحققين لأن المطالع تختلف باتفاق أهل النظر والمحسوس أيضا.
والقول الثاني: أنه يلزم المسلمين في جميع الأقطار أن يصوموا والمسألة فيها خلاف بين العلماء فهي محل للنظر والترجيح, وهذا يرجع إلى أهل العلم في هذا البلد فإذا رأوا توحيد الصيام ولم يعتبروا اختلاف المطالع فلهم اجتهادهم وإذا رأوا العلم باختلاف المطالع فهذا هو الصحيح وهو الراجح
وابن عباس رضي الله عنهما في المدينة لم يعمل برؤية أهل الشام , أهل الشام رأوه يوم الجمعة وصاموا , أهل المدينة لم يروه إلا يوم السبت بدؤوا الصيام من يوم السبت ومهلوم أنه صار بينهم تفاوت يوم فقال ابن عباس رضي الله عنهما لكا لا نفطر حتى نرى الهلال, ولم يعمل برؤية أهل الشام , هذا دليل على الأخذ باختلاف المطالع وهذا هو الراجح.
[شرح بلوغ المرام:208-209/3]