بعد بناء البيت اختلفت قريش عند وضع الحجر الأسود أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود فقد جاء من حديث السائب في مسند أحمد قال: ((فَبَنَيْنَا حَتَّى بَلَغْنَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ ، وَمَا يَرَى الْحَجَرَ أَحَدٌ ، اختلفت بطون قريش فقالت طائفة نحن نضع الحجر وقالت قبيلة أخرى بل نحن نضعه وهكذا فكل طائفة وكل بطن من بطون قريش تريد أن تضع الحجر لأن هذا شيء عظيم.
فقالوا: ماذا نصنع ؟
فَقَالُوا : اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا.
قالوا: قَالُوا : أَوَّلَ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ فهو الذي سيكون حكما بيننا وفي بعض الروايات أنه كان من باب بني شيبة فخرج النبي – عليه الصلاة والسلام –
فَقَالُوا : أَتَاكُمْ الْأَمِينُ يعني هذا هو الذي سيحكم بينكم لأنه أول من طلع علينا من باب بني شيبة.
فقالوا له: أن الأمر كذا وكذا.
فأتى النبي – عليه الصلاة والسلام – بثوب ووضع هذا الثوب على الأرض ثم أمرهم أن يحملوا الحجر ويضعونها على الثوب ثم دعا ببطون قريش يعني من كل قبيلة ومن كل فخذ أمر رجلا أن يحمل ويرفع الثوب من ناحية فرفعوا هذا الثوب إلى أعلى ثم أخذ النبي – عليه الصلاة والسلام – الحجر ووضعها في مكانها)).
يعني هذا الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- يدل على حكمته – عليه الصلاة والسلام – وعلى عقله ورجاحته كيف أنه أصلح بينهم جميعا ولعله كانت تصير بينهم من الفتنة فجاء وقال لهم تشترك كل الفخوذ وكل القبائل في حمل الحجر فلما حملته وضعته وهذا قد جاء بأسانيد صحيحة.
إذاً هذا كان وعمره – عليه الصلاة والسلام – خمساً وثلاثين سنة – عليه الصلاة والسلام – كما قال جمهور أهل السير وجمهور العلماء.
الشيخ:
عرفات بن حسن المحمدي