التحقيق والإيضاح
الشيخ الدكتور عبد الله البخاري
فإن هذه الرِّسالة هي رسالة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى- وغفر الله لنا وله، هي رسالة: التَّحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحجّ والعُمرة والزِّيارة على ضوء الكتاب والسُّنة، رحم الله الشَّيخ، وغفر الله لنا وله، وجمعنا وإيَّاكم وإيَّاه في عليِّين بمنِّه وكرمه.
ثمَّ إن هذه الرِّسالة المتعلِّقة بالحجِّ هي من الرَّسائل النَّافعة ولها من اسمها نصيب، فإنه -رحمه الله- -كما مرَّ- قد أسماها بالتَّحقيق والإيضاح، فهي على وَجَازتها، وصِغر حجمها من حيث عدد الأوراق ونحو ذلك، إلا أنها فيها تحقيقٌ عظيم لكثيرٍ من مسائل الحجِّ والعُمرة.
وسيأتي -إن شاء الله- التَّعليق على مقدِّمة الشَّيخ-رحمه الله- بما يتناسب مع المقام، لكن لا يخفى عليكم أن هذه الرِّسالة قد طُبعت طَبعاتٍ عديدة عن الرِّئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، والشَّيخ -رحمه الله- كثير المراجعة والتَّدقيق فيما كتب، لا يكتب مرَّة ثم يترك، إنما يكتب ويراجع مرة فمرة، وفي كل مرة يزيد ويعدل ويُصحح ويصوِّب ويُدقِّق، وهذا من أمانة العلم، أنه -رحمه الله- يُراجع ما كتب، إذ أن المرء مُعرضٌ للسَّهو والنسيان والغلط، والرُّجوع سِيم وشِيَم أهل الحقّ، إلا أن أفضل طبعة لهذا الكتاب هي هذه الطَّبعة عن مركز ابن باز العِلمي العَالمي، التَّابع لمكتبة ابن باز العامة بمكَّة المكرمة، والتي حقَّقها وخرَّج أحاديثها «الدُّكتور صالح بن مقبل العُصيمي»، وقد ذكر المُحقِّق والمخرِّج لهذه الرِّسالة أسبابًا تدعو إلى عدِّ هذه النُّسخة أفضل طبعات الكتاب على الإطلاق، فمما قال في أسباب التَّحقيق في الصَّفحة الرَّابعة منه، قال:
الثَّالث: أن هذا الكتاب طُبع عشَرات الطَّبعات، وفي بعضها أخطاء مطبعية، وفي بعضها سَقط، لذا حرِصت على إخراج طبعةٍ خاليةٍ من الأخطاء قدر المستطاع، وهذا كان دافعًا لي أن أرجع إلى عدَّة طَبعات، حتى أتأكَّد من صحة العبارة، وقد حرصت كل الحرص على أن أرجع إلى آخر النُّسخ التي اعتنى بها الشَّيخ -رحمه الله- وقُرئت عليه، قال وقد تعاون معي في ذلك الإخوة في مؤسَّسة الإمام عبد العزيز بن باز الخيريَّة، فأمدُّوني مشكورين بنسخٍ عُلِّق عليها بالقلم الرَّصاص من إملاء الشَّيخ، حيث حملت بعض الزِّيادات التي خلت منها سائر الطَبعات، وقد كانت تعليقاتٍ على الطَّبعة الثَّانية والعشرين، فهذه الطَّبعة لهذا السبب، وذكر أربعة أسباب، هذا أعظم سبب فيها في الحقيقة: