[التوبة تصقل القلب]
كلمة شيخ الاسلام جميلة هنا وهي من الفوائد التي تُقيّد وهي التوبة تصقل القلب أي: تُنقي القلب وتنظف القلب وتُجلّيه مما عرض له
من رين الذنوب، الذنب لما يأتي على العبد يتساهل فيه تنكت في قلبه نكتة سوداء ظُلمة تكون في قلبه فإن أنكرها وتاب صقل قلبه
ونظف من هذه النُكتة السوداء، إن استمر معها وتساهل زادت النُّكت زادت النقط، -النُّكتة يعني النقطةً- زادت البقع السوداء هذه في
قلبه حتى يصير قلبه أسود عليه الران، ما كما جاء في الحديث الآخر أن الفتن تُعرض على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً قال
أيما قلب أُشربها نُكتت فيه نُكتة سوداء وأيُّما قلب أنكرها نُكِتت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين قلب أبيض كالصفاء لا
تضره فتنة مادامت السموات والأرض، ثابت هذا الثبات من أين جاءه؟ من أعظم أسبابه أن كل ماجاءت معصية ردها وتاب وتاب
وترك وابتعد ولا يقبل الفتن وثبت على السنة حتى يصير قلبه، كما أن قلب العاصي عليه ران من المعاصي فلا يقبل المعروف
وينكر الحسنات ولا يقبلها مستمر في المعاصي كذلك صاحب الطاعة يكون على قلبه أيضاً خشية الله -سبحانه وتعالى- وهذا البياض
الذي يكون على القلب فلا تضره الفتن يزداد في أسباب الثبات على الفتن، وعلى العكس قلب أسود كالكوزِ مُجخياً لا يعرف معروفاً
ولا يُنكر مُنكراً مثل الكأس الذي من حديد مقلوب لا تأتيه الضوء أسود مرباد لا ترى فيه يدك هكذا بعض قلوب بعض الناس -نسأل
الله لنا ولكن العافية- ثم وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- «قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنس» هكذا تكون القلوب على
قلبين، من الذي يجعلك على هذين القلبين أو تختار هذين القلبين؟ أنت العبد نفسك أنت الذي تختار إما طريق النجاة أو طريق الهلاك.
شرح رسالة في التوبة للشيخ خالد ضحوي الظفيري.