الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في بدائع الفوائد قال:” هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف مايضره أو يدفعه” انتهى كلامه – رحمه الله – وكلام الإمام ابن القيم هذا يتنزل على دعاء المسألة يتنزل على دعاء تعريف لدعاء ماذا المسألة طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو يدفعه.
أما دعاء العبادة: ” فهو أن يتعبد المرء به – بالعمل يعني – للمدعو ، بهذا العمل طلبا لثوابه وخوفا من عقابه” عندما تتأمل مثل هذا تجد أن هذا التعريف أو هذا الحد يشمل جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة فالعبد عندما يتنسك بالحج مثلا أو بالصدقة أو ببر الوالدين أو بالصدق في القول هو يتعبد لله صحيح؟ يتعبد لله – جلا وعلا – ويتقرب إليه يرجو ثوابه ويخشى عقابه مما يدل على هذا ما جاء في الصحيحين قوله – صلى الله عليه وسلم – ((وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا)) لأنه ما صدق إلا رجاءً في الثواب وخشية من العقاب.
يقول الشيخ العلامة شيخ شيوخنا الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – في كتابه العظيم القواعد الحسان لتفسير القرآن قال:” كل ماورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة، قال: وهذه قاعدة نافعة فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط لا يتبادر إلى ذهنه دعاء العبادة يقصره ويحسره على دعاء المسألة قال ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء وهذا خطأٌ جرهم إلى ما هو شر منه، فإن الآيات صريحة في شموله لدعاء المسألة ودعاء العبادة” انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-.
الشيخ:
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري