تعريف الصيام لغة واصطلاحا
والصيام في اللغة:
الإمساك , الإمساك عن الكلام أو الإمساك عن المشي أما الإمساك عن الكلام فكما في قوله تعالى عن مريم: { إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا } ففي هذه الآية أن الإمساك عن الكلام يسمى صوما.
والإمساك عن المشي كما في قول النابغة الذبياني:
خيل صيام وأخرى غير صائمة
تحت العجاج وأخرى تعلك اللجا
خيل صيام يعني : واقفة وأخرى غير صائمة يعني: تمشي تحت العجاج يعني تغير فسمي الوقوف والإمساك عن المشي صياما لغة
ومنه قول امرئ القيس في معلقته يصف طول الليل عليه لما عنده من الهموم:
كأن الثريا علقت في مصامها
بأمراس كتان إلى صم جندل
علقت في مصامها يعني: مقامها وموقفها يصف طول الليل فيقول: كأن الثريا مشدودة بأمراس من الكتان إلى الحجارة لا تتحرك.
وأما في الشرع الصيام:
هو الإمساك بنية عن المفطرات الحسية والمعنوية من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
أما إن أمسك بدون نية فهذا لا يسمى صياما شرعا, إذا لم يأكل ولم يشرب بدون نية يسمى صياما لغة لا شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم: [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ] (أخرجه البخاري ومسلم) فلو أن إنسانا لم يأكل ولم يشرب ولم يعمل أي شي من المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ولكنه لم ينو الصيام هذا لا يعتبر صائما شرعا وليس له أجر في هذا وإن كان يسمى صائما في اللغة.
الإمساك بنية عن المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع فتسمى حسية عملية أو المعنوية هناك مفطرات معنوية مثل الغيبة والنميمة والشتم وقول الزور والكلام القبيح وفعل المحرم من النظر إلى ما حرم الله والاستماع إلى ما حرم الله فإنها مفطرات معنوية لأنها تنقص أجر الصائم أو لا يكون له أجر معها …
[شرح بلوغ المرام للعلامة صالح الفوزان:194/3]