حكم من يشمئز من دعوة التوحيد بدعوى أنه يفرق الناس؟
حكم من يشمئز من دعوة التوحيد بدعوى أنه يفرق الناس؟
السؤال:
فضيلة الشيخ -وفقكم الله- من يشمئز من دعوة التوحيد ولا يلقي لها بالًا بدعوى أن التوحيد يفرق الناس فهل مثل هذا الكلام مشابهًا للكفار الذين تشمئز قلوبهم إذا ذكر الله وحده؟
الجواب:
نعم وش اللي يمنع اللي يكره التوحيد والكلام فيه؟ داخل في الآية، بلا شك على المسلم أن يترك لأن بعض الناس لا يقصد هذا بعض الناس عنده سذاجة وإذا سمع يقولون كذا يقول هذا زين صحيح، لا! ما تكره التوحيد اللي يكره التوحيد هذا ليس بمؤمن ما يكره التوحيد إنسان في قلبه إيمان، ولا يجمع الناس إلا التوحيد، ما يجمعهم الشرك والشركيات والكفر والبدع هذه تفرقهم، والله لو يتركوا الناس يجتمعون ما يجتمعون على الضلال أبدًا، إنما يجتمعون على الحق، ما الذي جمع الأمم من عرب وعجم ومن جن وإنس إلا كلمة لا إله إلا الله لما دعى إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، لما دعى إليها وقبلوها اجتمعوا ولما خالفوها تشتتوا، شتتهم الله -سبحانه- ولهذا قال يوسف -عليه السلام- {یَـٰصَـٰحِبَیِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابمُّتَفَرِّقُونَ خَیۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَ ٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ، مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦۤ إِلَّاۤ أَسۡمَاۤءࣰ سَمَّیۡتُمُوهَاۤ } هالأصل يعني {أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُم مَّاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَـٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ} التوحيد هو الذي يجمع القلوب لأن الاجتماع ما هو بالأبدان يا إخوان الاجتماع بالقلوب، وأما إجتماع الأبدان بدون القلوب هذا مثل ما جاء في قوله: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} [الحشر: ١٤]، فلا يجمع القلوب إلا الإيمان، ولا يجمع القلوب إلا التوحيد، هذا الذي يجمع القلوب، الذي وحّد بين بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي مع أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، وسائر الصحابة، ما الذي جمعهم إلا التوحيد، ما الذي جمعهم وجعلهم إخوان متحابين؟ كانوا قبل ذلك متفرقين، {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: ١٠٣] هذا الذي يجمع القلوب، فالذي يقول لا تفرقون الناس هذا يكره التوحيد، وإذا كره التوحيد هلك بلا شك، نعم.