[ شرح حديث: إنه ليغان على قلبي ]
حديث الأغر «إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله » اختلف أهل العلم في المراد هنا في قولهِ «وإنه ليغان على قلبي» قيل معنى ذلك: أنه يحصل أحيانًا فترات عن الذكر الذي يداوم عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- يحصل انقطاع فيستغفر الله -عز وجل- نبينا -صلى الله عليه وسلم- من هذا الانقطاع، وهذا كما سيأتي في بيان أن التوبة تنقسم إلى واجبة ومستحبة، توبة مستحبة أن الإنسان قد يتوب إلى الله -عز وجل- ليس من الذنوب وإنما من تركهِ أعمال حسنات ومستحبات فيتوب إلى الله من تركهِ المستحب، هذا لا يدل على أنه وقع في الذنب، وقيل أنه معنى «وأنه ليغان على قلبي» يقصد أنه: يحصل عنده النبي -صلى الله عليه وسلم- السكينة فيظهر بعد ذلك الاستغفار إظهار العبودية لله -سبحانه وتعالى-، وقيل غير ذلك من ما يقع في القلوب من حديث النفس وغيرها، لكن الشاهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر الاستغفار وهذا دليل على وجوب التوبة، وأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- كان أشد الناس عبادة وهذا دليل على التعليم بالقول والفعل، النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر الناس بقولهِ أن يستغفروا وهو نفسهِ أكثر من الاستغفار علمنا بقوله وعلمنا بفعله وهذا من كمال نصحه -عليه الصلاة والسلام-.
شرح رسالة في التوبة للشيخ د. خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله