فضل عظيم في أكلة السحور
قال الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي رحمه الله:
ورد في نصوص السنة الصحيحة القولية والفعلية فضل عظيم في أكلة السحور والإفطار وبأساليب متنوعة، ترغيبا وترهيبا، ترغيبا في الفعل وترهيبا من التساهل والترك فمن تلك النصوص:
1- ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((تسحروا فإن في السحور بركة))
ففي هذا الحديث الترغيب في التماس هذه البركة التي يمكن أن تحصل من جهات متعددة بل وتكون حسية ومعنوية فمنها:
أ-اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإحيائها وكفى بذلك بركة وفضلا.
ب-ومنها التقوي بأكلة السحور على القيام بوظائف النهار بارتياح ونشاط.
ج-ومنها مدافعة ما يسببه الجوع من سوء الأخلاق أثناء التعامل مع الناس في معترك الحياة.
د-ومنها مخالفة أهل الكتاب فإنهم لا يتسحرون كما شرع للمسلمين ومخالفتهم قربة من القربات.
هـ – ومنها ذكر الله وقت السحر من قراءة أو استغفار أو صلاة وكل ذلك خير وبركة.
و – ومنها أن الله وملائكته يصلون على المتسحرين كما جاء في المسند عن أبي سعيد مرفوعا:
(السحور أكله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين).
2-ومن النصوص الدالة على عظيم فضل السحور ما أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر))
وهذا أعظم ترغيب وأبلغ حث على ملازمة هذه السنة النافعة المفيدة التي جعلت
علامة فارقة بين صوم أهل الحق أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وبين صوم عباد الهوى والشيطان من أهل الكتاب الذين ضلوا وأضلوا عن سواء السبيل.
📚 الأفنان الندية شرح منظومة السبل السوية لفقه السنن المروية (م3/ص140-141)