قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- : ((إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا)).
هذا الحديث الذي استدلَّ به المصنِّف –رحمه الله – على أنَّه لا يجوز الإسراع في المشي حال إقامة الصَّلاة وأنَّه ينبغي السَّكينة والوقار، يتضمَّن:
- أولًا: النَّهي الصَّريح عمَّا اعتاده كثيرٌ من النَّاس، وهو الجَري وليس الإسراع بالخُطى إنما هو جري.
- وثانيًا: السَّكينة حال المشي إلى الصَّلاة بعد الإقامة، فإن الجَري يُذهب الخشوع ويذهل المصلِّي بأنَّه يأتي إلى الصَّلاة ويدخل فيها، وقد أعياه الجَري أو أتعبه.
- والأمر الثَّالث: وهو ما يشبه الطَّمأَنَينة للمصلِّي الذي حمله حرصه على أن يسعى للصَّلاة، قال: ((فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا))، يعني ما أدركتم مع الإمام فصلوا ((وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا))، والكلُّ مأجور-إن شاء الله تعالى-ما دام الباعث له على الخروج من بيته لشهود صلاة الجماعة هو الرَّغبة فيما عند الله-سبحانه وتعالى-، فالنِّية موجودة حتى ولو فاتته الصَّلاة كلها.
لكن لا شكَّ أن الذي يدرِك مع الإمام شيئًا من الصَّلاة أفضل ممن فاتته الصَّلاة كلّها.
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري