كلمة توجيهية لأهل البحرين
الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي
أما بعد:
فائدة مخيمات على منهج السلف ودورات علمية هذه فوائدها ملموسة؛ لما فيها من طلب العلم ونشره، ولما فيها من الإعداد للمشاركين في الدورة أو المخيَّم أو الحلقات العلمية، فهذه من أعمال البِّر، ومن الأعمال التي يُهدى خيرها في الحال والمستقبل- إن شاء الله تعالى-؛ لأنها بحسب القائمين عليها، فعندما يكون من طلبة العلم السلفيين، يقومون على دورة علمية شرعية أو مُخيَّم أو مركز أو ما شاكل ذلك من الاجتماع على طلب العلم ونشره، هذا من أعمال البر ومن أعمال الجهاد في سبيل الله؛ لأن الجهاد لنشر العلم أعلى مراتب الجهاد كما لا يخفى، غير أنَّ الـمُشارك في هذا العمل الطَّيب الـمُبارك يحتاج إلى مُجاهدة النَّفس، فهي جديرةٌ بالمجاهدة من أجل الإخلاص في العمل والحِرص على الصواب، إذ لا يُقبل عمل من الأعمال وإن كان ظاهره البر، لا يُقبل عند الله -عزَّ وجل- إلا إذا توفر فيه الصواب والإخلاص.
والصواب سببهُ بذل الجَهَد في الطلب؛ طلب العلم على أصوله، يُطلب العلم من أهله الذين لهم عناية بكتاب الله – عزَّ وجل- تلاوةً وتدّبراً وفهمًا للمعاني ونشر لما فيه من الحِكَم والأحكام وبيان الحلال والحرام والمواعظ والقَصص والأمثال إلى غير ذلك مما هو من موضوعات القرآن الكريم العظيمة الجليلة.
ومن هنا فلابد أن نُركزَّ على قراءة كُتُب التفسير المشهورة بالبيان والإيضاح ونهج السلف، كتفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير وتفسير الشيخ السعدي والبغوي كذلك، ولا يُستغنى عن تفسير الشوكاني مع الحذر مما فيه من تأويل بعض الجمل المتعلقة ببيان الصفات إلا أنَّ فيه علم،