الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإنا نوصي المهتمين بحفظ القرآن بتقوى الله -تبارك وتعالى- الذي وفقهم لهذا الاتجاه الطيب المبارك وهو حفظ كتاب الله، وهذا أمر عظيم، هو دين الله الذي أنزله لهداية البشر، احفظوا القرآن حفظًا متقنًا بحيث لا ينسى، فتحتاجون إلى صبر ودأب.
بعض الناس يقرأ النص القرآني مرتين أو ثلاثًا فيحفظه، لكن هذا لا يكفي لتثبيت القرآن في ذاكرتك وحافظتك، يحتاج إلى تكرار كثير وممارسة طويلة ودأب؛ فإن القرآن أشدُّ تفلُّتًا من الإبل في عقلها كما في الحديث الصحيح([1]).
فإذا لم يحفظه الإنسان ويضبطه ضبطًا قويًّا في ذاكرته وأهمل مع ذلك دراسته وترداده فإنه يتفلَّت منه أشد من تفلت الإبل من عقلها، فحيث وفقكم الله لدراسة القرآن وحفظه فأتقنوا هذا الحفظ.
وبعد حفظه اشرعوا في تعلم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، احفظوا ما تستطيعون منها، مثل عمدة الأحكام، وبلوغ المرام، واحفظوا كتاب التوحيد للإمام محمد في توحيد العبادة، والواسطية للإمام ابن تيمية في توحيد الأسماء والصفات وفي العقيدة والمنهج، هذه أصول إذا ضبطتموها انضبطت لكم أمور عقيدتكم ومنهجكم.
وأوصيكم بالإخلاص لله رب العالمين فإن هذه الأمور التي أذكرها لكم من حفظ القرآن وحفظ هذه النصوص والكتب، هذه من أجلِّ العبادات التي نتقرب بها إلى الله فنحن بحاجة إلى الإخلاص لله تبارك وتعالى فيها، ورَبُّوا أنفسكم على الإخلاص لله رب العالمين، وادرسوا النصوص التي تحث على الإخلاص، من [رياض الصالحين] ومن غيره، من القرآن نفسه.
قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة:٥] ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾ [الزمر:١١].
فالله أمر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يخلص له الدين وأمره بالإخلاص، وأمر الأمة بالإخلاص وأمر من اتبعه بالإخلاص، فلا يقبل عمل إلا بهذا الإخلاص وهو شرط من شروط قبول الأعمال، مهم جدًّا، أي عبادة يتقرب فيها إلى الله سبحانه وتعالى يشترط فيها شرطان: الإخلاص لله، والاتباع، أن يكون عملك ناشئًا عن اتباع الكتاب والسنة قائمًا عليهما ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾يعني: متبعًا فيه ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:١١٠] يعني لا يدخل في هذه العبادة أي نوع من أنواع الشرك لا شرك أكبر ولا شرك أصغر كالرياء.
فالإخلاص أمر مهم جدًّا والأعمال بدونه باطلة لا نفع فيها لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل تكون وبالًا عليه، ومن يرائي يرائي الله به ومن يُسَمِّع يُسَمِّع الله به، يفضحه الله يوم القيامة على رءوس الأشهاد، فلا تقرأ ليقال فلان قارئ فإن هذا أحد ثلاثة أول من تُسَعَّر بهم النار.
كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ((إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيهِ: رَجُلٌ استُشهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلتُ فِيكَ حَتَّى استُشهِدتُ. قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلتَ لِأن يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأ القُرآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا. قَالَ: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا. قَالَ: تَعَلَّمتُ العِلمَ، وَعَلَّمتُهُ، وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ. قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمتَ العِلمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيهِ، وَأعطَاهُ مِن أَصنَافِ المَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قَالَ: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أَن يُنفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنفَقتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ ثُمَّ أُلقِيَ فِي النَّارِ))([2]).
وهذا حديث يخيف المسلم ويجعله يحسب كل حساب لكل عمل يعمله ولكل كلام ينطق به ولكل حركة يتحركها يراقب الله فيها، ينبغي للمؤمن أن يحاول أن يكون من أهل الاستقامة وأهل الإخلاص وأن يصل إلى مقام الإحسان في عبادته وهو أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فهذه الأمور يجب أن يربي الإنسان نفسه عليها، لا يتربى على حب الرياء وحب السمعة أو من أجل مطامع الدنيا أو لغرض من أغراض الدنيا الدنيئة التي لا تزن عند الله جناح بعوضة، فيقرأ ويحفظ القرآن ليعمل به، من هنا كان الصحابة يقرأ لهم رسول الله وكبار أصحابه عشر آيات عشر آيات يحفظونها ولا يتجاوزونها إلى غيرها حتى يحفظها ويعمل بما فيها، فيتعلمون العلم والعمل في آن واحد، تربية عظيمة هذه، هذه الطريقة التربوية العظيمة التي نسيها المسلمون.
أما الرسول فالله أنزل القرآن عليه بالتدريج يعني تباعًا حسب المناسبات والأحوال خلال ثلاث وعشرين سنة، كل هذا لأجل تربية الأمة على فهم هذا القرآن والعمل به وتطبيقه.
وكان الرسول يعلمهم عشر آيات عشر آيات يفقههم معناها فيفقهون ويعملون، لا يتجاوزون نصًّا من النصوص إلا بعد أن يعقلوه وأن يطبقوه في حياتهم، إن كان عقيدة اعتقدوا ما فيه، إن كان حثًّا على الجهاد طمعوا في الجهاد أو خرجوا إلى ميدان الجهاد فعلًا، وإن كان حثًّا على الصدقة أو حثًّا على البر أو وعدًا ووعيدًا فما يتجاوزونها إلا بعد أن يعرفوا مضامينها جميعًا.
هذه تربية عظيمة، لكن الناس الآن لا يستطيعونها، لكن أنتم اجعلوا هذا في أذهانكم يا شباب، والأمة تحتاج إلى علماء مخلصين متجردين لله من كل الأهواء.
الآن الأهواء تعصف بالشباب يا إخوة، الأهواء الحزبية وغيرها تعصف بشباب الأمة، يكون الطالب في إقبال على تحفيظ القرآن، ولكن هؤلاء مشدودون بحبال سرية إلى أحزاب لا تعمل بهذا القرآن وإنما تتبع هواها.
فاحذروا هذه الأصناف، وعليكم بالإخلاص لله سبحانه وتعالى والعلم والعمل بكتاب الله وسنة رسول الله، وأرجو أن تواصلوا هذه المسيرة المباركة التي انطلقت من حفظ القرآن أن تواصلوها حتى تصيروا إن شاء الله من العلماء الراسخين الذين مدحهم الله تبارك وتعالى وقال في شأنهم: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28] حتى قال بعض أهل العلم: إن العلم هو خشية الله، ولا تحصل إلا للعلماء، العالم الذي يعرف الله حق المعرفة ويدين بأسمائه وصفاته ويتعبد الله بها ويؤمن بالجنة كأنما يراها رأي العين ويؤمن بالنار حتى كأنما يراها رأي العين.
وهكذا قال حنظلة رضي الله عنه “لَقِيَنِي أَبُو بَكرٍ فَقَالَ: كَيفَ أَنتَ يَا حَنظَلَةُ؟ قَالَ: قُلتُ نَافَقَ حَنظَلَةُ. قَالَ: سُبحَانَ اللَّهِ! مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلتُ: نَكُونُ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ ج يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كأنَّا رَأيُ عَينٍ، فَإِذَا خَرَجنَا مِن عِندِ رَسُولِ اللَّهِ ج عَافَسنَا الأزوَاجَ وَالأولَادَ وَالضَّيعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا”.
يعني: اشتغلوا بالزراعة والزوجات وكذا، هو رأى هذا نفاقًا، إذا كان عند رسول الله يكون على حال وإذا خرج من عنده كان على حال أخرى، ليس كتلك الحال التي كان عليها وهو عند رسول الله عليه الصلاة والسلام.
قَالَ أَبُو بَكرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلقَى مِثلَ هَذَا، فَانطَلَقتُ أَنَا وَأبُو بَكرٍ حَتَّى دَخَلنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلتُ: نَافَقَ حَنظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((وَمَا ذَاكَ؟))، قُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِندَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كأنَّا رَأيُ عَينٍ، فَإِذَا خَرَجنَا مِن عِندِكَ عَافَسنَا الأزوَاجَ وَالأولَادَ وَالضَّيعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ أَن لَو تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِندِي وَفِي الذِّكرِ لَصَافَحَتكُم المَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُم وَفِي طُرُقِكُم وَلَكِن يَا حَنظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-)) ([3]).
لكن من منا الآن يصل إلى هذا المستوى؟
على كل حال الله أمر بتدبر هذا القرآن ﴿لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص:٢٩].
والله ما ترقى النفوس إلى هذه المستويات العظيمة ولا نلحق الصحابة، لكن القرآن هو المصعد، والله ما تعلو النفوس إلا بهذا القرآن وهذه السنة، بالالتزام الصادق والإيمان الصادق والوعي الواسع ترتقي العقول والنفوس فتهون عليها الدنيا وتهون عليهم أنفسهم لهذا كان أصحاب رسول الله e عندما يجلسون معه؛ فكأنما يرون الجنة رأي العين من قوة إيمانهم قدَّموا أنفسهم ومهجهم في سبيل الله ورخصت عليهم أنفسهم.
والآن ترى الكثير من المسلمين منغمسين في الدنيا فدبّ إلينا الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت، حتى صار المؤمنون بهذه الحياة وبالتربيات المنحرفة من المدارس المنحرفة صاروا غثاءً كغثاء السيل.
والله لو فهموا هذا القرآن وتربَّوا عليه تربية صحيحة ودانوا به عقائد ومناهج لتغيرت حالهم هذه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِذَا تَبَايَعتُم بِالعِينَةِ, وَاتبعتم أَذنَابَ البَقَرِ, وَرَضِيتُم بِالزَّرعِ, وَتَرَكتُم الجِهَادَ, سَلَّطَ اَللَّهُ عَلَيكُم ذُلًّا لَا يَنزِعُهُ عنكم حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم)) ([4])، إلى هذا القرآن وإلى السنة؛ فهمها وتطبيقها والإيمان بها ومعرفة مكانتها عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله والمؤمنين.
إذا رجعوا بهذه الروح أعاد الله لهم منزلتهم في هذه الحياة ومكانتهم في هذه الحياة، وإذا لم يعرفوا مكانة هذا القرآن وذهبوا يأخذون العقائد من هنا وهناك ويستوردون المناهج من هنا وهناك من منحدر إلى منحدر إلى أن يفيقوا.
فيحتاج الشباب أن يتعلموا القرآن ويتربَّوا التربية الصحيحة ويعرفوا منزلته ويرفعون راية القرآن والسنة في الأمة ينتشرون ويبثون روح القرآن، وهذه الروح توصلهم إلى المكانة التي تبوأها الصحابة حتى يرجع بالأمة إلى دينها الحق كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ليس منهج الحزب الفلاني ولا الفرقة الفلانية ولا المدرسة الفلانية ولا الطريقة الفلانية.
تطبيق كتاب الله وسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- المخرج لا يوجد غيره، ليس هناك حل للأمة إلا هذا، كل هذه التعريجات وكل هذه الشعارات الفارغة نراها تهوي بالأمة من درك إلى درك، لا تجدي شيئًا ولا تنفع الأمة بشيء.
وإذا كان الحفظ على أساس نصر الأحزاب ويحفظ القرآن ليقوي حزبه ويقرأ السنة ليقوي حزبه، نحن نجد الآن في الساحة من يدرس ليأخذ الشهادات لتقوية أحزابهم، ويأتي يحرف دين الله وكلام العلماء كل ذلك لأجل حزبه فيقرأ القرآن ليجعله مطية لحزبه، وهذا يقرأ القرآن مطية لمذهبه، وهذا يقرأ القرآن مطية لمنهجه وعقيدته، لا، ليس هذا هو الطريق الصحيح، الطريق الصحيح أن تنقاد للقرآن والسنة لا تقودهما على مزاجك وهواك.
فنحن نريد حفاظ قرآن يفهمونه ويعقلونه بفهم السلف الصالح ليس بفهمأهل البدع والضلال ولا بفهم الأحزاب الضالة، لا تثقوا في هذه الأحزاب أبدًا، ولا تركنوا إليهم في دينكم، وعليكم بكتب السلف كتب العقائد وكتب السنن مثل الصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد وغيرها من المسانيد والمعاجم، نحن ننصحكم بهذه الأشياء، وليس بالأناشيد والتمثيليات والكلام الفارغ التي ميعت شباب الأمة هؤلاء ما عندهم علم.
فلابد من تحذير الشباب مما عندهم من الترهات، هذه الألاعيب الآن التي ربوا عليها الشباب على اللعب وحب اللعب، هذا ما كان يوجد عند الصحابة ولا عند التابعين ولا عند الأمة إلى عصرنا هذا.
الآن صار اللعب هو الهواية قبل كل شيء، والإنسان غافل يريد أن يشتغل بالعلم وهؤلاء يصرفونه إلى هذا اللعب؛ أناشيد وتمثيليات وموسيقى وكذا وكذا، هؤلاء زادوا الأمة بلاء على بلائها، زعموا إنقاذ الأمة مما وصلت إليه من الضياع فزادوها بلاء على بلائها.
المهم الحل الوحيد هو في كتاب الله وسنة الرسول وسيرة السلف، كيف كانوا يربون أنفسهم، كيف علاقتهم بالقرآن ما هو شغلهم أوقاتهم أين تصرف؟ كان عند السلف الوقت أغلى من الذهب، والآن يضيعون ساعات كلها في اللعب والكلام الفارغ.
فتنبهوا يا إخوة وأقبلوا على حفظ القرآن واستغلوا أوقاتكم في حفظه ثم حفظ السنة، ثم حفظ ما تيسر من المتون التي ذكرتها لكم، ثم تلقي العلم على العلماء والسير على هذا المنوال وفي هذا المنهج الواضح الطيب، وبعد ذلك تصبحون أنتم رجال الأمة، وأنتم إن شاء الله تقودونهم إلى الخير بالعلم والحجة والبرهان والتربية الصحيحة.
ونسأل الله أن ينقذ الأمة برجال مخلصين، ولا يأتي الرجال المخلصون إلا عن هذا الطريق الذي أشرنا إلى بعضه، تربية صحيحة على القرآن وعلى السنة واحترام منهج السلف والثبات عليه، وتوجيه الأمة إلى هذا الخير وإلى سبل الرشاد.
نسأل ربنا أن يحقق ذلك إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
([1]) أخرجه البخاري (5033)، ومسلم (791) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
([2]) أخرجه مسلم (1905) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([3]) أخرجه مسلم (2750).
([4]) تقدم تخريجه (ص152).