[ لا تنظر إلى صغر المعصية لكن انظر إلى عظم من عصيت ]
{كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} أي: ما كانوا يكسبون بسبب ما كانوا يعملون من الذنوب والسيئات طبع الله على قلبه فهذا هو الران، فالعبد كلما اقترف ذنبًا تساهل فيه نكتت فيه نكتة سوداء، حتى صغائر الذنوب، النبي -صلى الله عليه وسلم- شبه محقرات الذنوب الصغائر التي يحتقرها الإنسان قال: «مثل محقرات الذنوب مثل قوم جاؤا إلى وادٍ وكل واحد جاء بعود من حطب» فهذا جاء بعود وهذا جاء بعود وهذا جاء بعود فأضرموا نارًا كبيرة بسبب هذه اجتماع هذه الأعواد، فكذلك اجتماع صغائر ومحقرات الذنوب تجتمع على القلب حتى تحرقه بسبب تساهله فيها، وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- شبه صغائر الذنوب في حديث آخر بالدرع درع من حديد كلما اشتدت يعني مفاصله وكربت وزيد فيها كلما ضاق على الصدر وضاق على الصدر حتى تهلك العبد وتخنقه، فكذلك الصغائر لا ينبغي للعبد أن يتساهل فيها بل يتوب إلى الله -عز وجل- وكم من صغيرة صيرها الإصرار إلى كبيرة، كما يقول السلف: “لا تنظر إلى صغر المعصية لكن انظر إلى عظم من عصيت”.
شرح رسالة في التوبة – الشيخ د. خالد ضحوي الظفيري حفظه الله