ما معنى عجلوا الفطور
قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ]
هذا فيه الحث على تعجيل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس إما بالمشاهدة وإما بإخبار من يجوز العمل بقوله أو بسماع الأذان الذي يؤذن على التوقيت المنضبط فيبادر بالإفطار.
وفي حديث آخر فإن الله عز وجل يقول: [ أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ] وقوله صلى الله عليه وسلم: [ لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ] لأن تعجيل الإفطار عمل بالسنة والعمل بالسنة خير, وتأخير الإفطار مخالف للسنة وخلاف السنة شر, ومن زعم أن في تأخير الإفطار تعبدا وتقربا إلى الله فقد زاد في الصيام , فصام جزءا من الليل فهذه زيادة في العبادة والزيادة في العبادة كالنقص فيها كلاهما لا يجوز والواجب الاتباع.
وحدث بعد القرون المفضلة من الفرق الضالة من يؤخرون الإفطار من المبتدعة وكأن في هذا الحديث إشارة إلى حصول هذا فهو علامة من علامات النبوة حيث إنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى أنه سيكون في هذه الأمة من يؤخر الفطر فنبه صلى الله عليه وسلم على تحاشي ذلك والابتعاد عنه وأيضا تأخير الفطر فيه تشبه باليهود فإن اليهود لا يفطرون حتى يمضي جزء من الليل حتى تشتبك النجوم وتشبه بهم أهل الضلال من المنتسبين إلى هذه الأمة فصاروا لا يفطرون إلا إذا ظهر الظلام وظهرت النجوم
فهذا فيه مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر أن تعجيل الفطر يدل على خيرية هذه الأمة وأن تأخير الفطر فيه شر ومخالفة للسنة وتشبه باليهود.
[ شرح بلوغ المرام للشيخ صالح الفوزان:210/3 ]