ماهي الأسباب التي تصلح القلوب؟
أقول بارك الله فيك هذا السؤال الكلام فيه يطول ولكن نجيب إن شاء الله إجابة مختصرة أرجو أن يكون فيها إيضاحا للمقصود فصلاح القلوب مداره على ثلاثة أمور ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح فقال –صلى الله عليه وسلم-: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ).
فالأول هو محبة الله –سبحانه وتعالى- ومحبة رسوله –صلى الله عليه وسلم- والذي ينبني عليه الدين كله والشرعة كلها ومرد جميع الشرائع إلى هذا الأصل العظيم وهو محبة الله ومحبة رسوله ومنه يكون التوحيد والإخلاص لله –سبحانه وتعالى- والمتابعة للنبي –صلى الله عليه وسلم- ومنه يكون تعلم العبد عن محبوبه وأعظم محبوب هو الله –سبحانه وتعالى- وذلك يترتب عليه معرفة الأسماء والصفات فمن عرف أسماء الله وصفاته فإنه بحول الله –سبحانه وتعالى- يكون ممن صلح قلبه فإنها من أعظم الأسباب لصلاح القلب وكذلك الإتباع للنبي –صلى الله عليه وسلم- والذي مداره على محبته –صلى الله عليه وسلم-.
وأما الأمر الثاني فهو الولاء والبراء وهو الذي قال فيه –صلى الله عليه وسلم-: (أَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ) وهذا من أعظم أسباب صلاح القلب وهو مبني على محبة الله ومحبة نبيه –صلى الله عليه وسلم- فمن أحب الله أحب من يحب الله وأحب من تقرب إلى الله ومن كان على ما يحبه الله ومن أحب الرسول –صلى الله عليه وسلم- أحب من اتبعه وأخلص في حبه –صلى الله عليه وسلم- لله –عز وجل-.
والأمر الثالث وهو أن يحب الرجل أن يكون دائما في الازدياد من الخير والتقرب إلى الله –سبحانه وتعالى- وهذا هو ما يسمى بمحبة أوامر الله -عز وجل- ومحبة شرع الله –سبحانه وتعالى- فإن محبة أوامره سبحانه ومحبة شرعه هي من أعظم أسباب صلاح القلب وعليها مبنى العمل الذي لابد وأن يكون مصاحبا له محبة ذلك العمل فعادت المسألة كلها أولها وآخرها إلى الأصل العظيم محبة الله ومحبة رسوله –صلى الله عليه وسلم- ومهما ذكرت من الأصول والمسائل فاعلم أن مرجعها إلى محبة الله ومحبة رسوله –صلى الله عليه وسلم- هذا باختصار والله أعلم.
الشيخ حامد بن خميس الجنيبي وفقه الله
ضمن تفريغات – امام دار الهجرة