مختصر العبر من سورة العصر
الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، والعاقبة للمتقين وَلا عُدوانَ إِلا عَلى الظَالمِين، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه وليُّ الصَالِحينَ وَربُ الطيبينَ، وَأَشهَد أنَّ محمَّدًا عبدُهُ وَرَسُولُهُ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، صَلَى اللهُ عَليهِ وَعَلَى آلهِ و أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَسَلَّمَ تَسليمًا كَثيرا.
بادئَ ذي بِدء أُرحَبُ بأبنائي وبناتي من حضر هنا معنا في جامِعِ الرُضوان من جوامِعِ طيبة، ومن كانوا معنا عبر موقع مِيراث الأَنبياء السَلَفي العَامِر حَياكُم الله حَيثُ كَانت وُجهتكم.
الكَلِمة عَرفتم مَضمونَها، وَما يُرادُ من بيانِ معانيها باختصار وسببُ اختياري هذا العنوان أني لحظتُ من بعض الدُعاة ممن تصلُ به الشِكاية ممن حولهُ حتى يضيق عَطَنُهُ، وَيستاء ويتذمر، ويذكرُ أُمورًا أَْقْلَقَته وَأَضجَرَتهُ، حَتى أَني فَهِمتُ ولا أُبالِغ – إن شاء الله- من بعضِ عباراتِ هؤلاء أنهُ إن لم يستجِب الناسُ لهُ فسوف يتركُ ميدانَ الدَعوة، فَكأنهُ يُريدُ أنَّ يستجيبُ الناسُ كُلُهُم، وكأنهُ يُريدُ أن لا يتكلَمَ أَحد بِغيرِ سُنة.
وَنحنُ وَللهِ الحمد حَريِصون كما توارثناهُ عن أسلافِنا على هداية الناسِ جميعًا، لكن لا نُجاوزُ ما حدَّه الله لنا، وَلا نُجاوز الحِكمة في دَعوَتنا، وَمِن ذَلكَ أَن نُحدِّثَ النَاسَ بِما يَعرفُون يَعني يَفهمونه ويدركونَه، كما قالَ رابع الخلفاء الراشدين- رضي اللهُ عنهُ وعنهم أجمعين- عليُّ بن أبي طالِب قال: “حَدِّثوا الناسَ بما يعرفون، أَتُريدونَّ أن يُكَذَّبَ الله ورسوله؟!”.
وبعد هذه المُقدِمة التي رَأيتُ أنَّه لابُد لي مِنها مدخَلًا إلى ما سأُلقيهِ بينَكُم من قاصِرِ علمي، وقلَّةِ بَضاعتي، أقول الكُلُّ يحفظ هذه السورة، حتى أبنائنا وبناتنا في الصف الأول الابتدائي بل في التمهيدي، ويحفظُها كثيرٌ من عوام المُسلمين المُستقيمين على التُّقى والصلاح فيما يظهر واللهُ حسيبُهُم.