معنى السحور وفضله
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله:
أما السحور وهو: الأكلة التي تؤكل عند السحر قبل طلوع الفجر بنية الصيام
فهذا يسمى السَّحور بفتح السين المشددة وهو ما يتسحر به.
وأما السُّحور بالضم فهذا مصدر , مصدر تسحر سحورا مثل الطُّهور والطَّهور هو الماء الذي يتطهر به وأما الطُّهور بالضم فهو مصدر تطهر يتطهر تطهرا وطهورا مثل الوَقود والوُقود, الوَقود: هو الحطب والوقود بالضم: هو تلهب النار مصدر وقد أو توقد توقدت توقدا أو وقودا هكذا هنا السُّحور والسَّحور.
[ الحث على السحور ]
والنبي صلى الله عليه وسلم حث على أكلة السحَّور لما فيها من الاستعانة على طاعة الله وهي الصيام ولما في ذلك من مخالفة أهل الكتاب أيضا, فإن أهل الكتاب لا يتسحرون والفرق بيننا وبينهم كما في الحديث: [ فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ] (أخرجه مسلم:1096) ففيه مخالفة لأهل الكتاب وفيه إعانة على طاعة الله عز وجل وسماه النبي صلى الله عليه وسلم : [ الغداء المبارك ] (رواه أبو داود:2344)
[ السحور بركة ]
وقال هنا: فيه بركة, السحور بركة لأنه يعين على طاعة الله ويغذي الجسم ويعمل بالسنة ويخالف به صيام أهل الكتابة ففيه بركة من عدة والبركة هي زيادة الخير والنماء ولكن بعض الناس في الوقت الحاضر يخالفون السنة في السحور ويأكلون قبل طلوع الفجر بزمن طويل, إذا أراد أن ينام آخر الليل, يسهر أول الليل, وإذا أراد أن ينام آخر الليل ملأ بطنه بالطعام ثم نام ولا يقوم لصلاة الفجر بل ربما ينام إلى أن تطلع الشمس.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسحر ثم يخرج ويصلي بالناس, سئل الراوي: كم كان بين سحوره وصلاته؟ قال: قدر ما يقرأ القارئ خمسين أو ستين آية (رواه البخاري:575)
هذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤخر السحور والله جل وعلا يقول: { كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } فأمر بالأكل والشرب إلى أن يظهر الفجر ويتضح ثم يمسك ناويا الصيام إلى أن تغرب الشمس {ثم أتموا الصيام إلى الليل }
[ آداب السحور ]
فهذه آداب السحور: أن يؤخر ولا يكون بينه وبين صلاة الفجر إلا زمن يسير وأنه لا يترك السحور بل يحرص الإنسان على أن يتسحر ولو كان لا يشتهي الطعام فينبغي أن يحاول أن يأكل شيئاً ولو يسيراً عملاً بالسنة. اهـ.
[ شرح بلوغ المرام: 3/213]
عناوين التي بين [ ] ليست من كلام الشيخ.