من أنواع الشرك الأكبر شرك الدعاء
وهو أن يدعو غير الله؛ ملكًا مقربًا كما تقول العامة يا جبريل؛ أو نبيًا صالحًا كما يقول بعض الناس يا محمد، أو الشفاعة يا رسول الله؛ هذا شرك الدعاء ويُسمى شرك الدعوة، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:60]
فالآية ضمنها الحق جل وعلا عدة أمور :-
* الأمر الأول: ندبه عباده فضلًا منه وإحسانًا وكرما ورحمة أن يدعوه؛ كما قال تعالى في آية أخرى:-﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ﴾ [البقرة:186]
* الأمر الثاني: الوعد بالإجابة ﴿ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ وقد جاء بيان الاستجابة في أحاديث أخرى حاصلها أن من دعى الله بما ليس فيه أثم ولا قطيعة رحم فلن يعدم واحدة من ثلاث:-
- الأول: تعجيل مادعى الله، أو يُعجل الله له ما دعاه .
- الثاني: يصرف عنه من السوء مثله.
- الثالث: يدخر له ذلك في الآخرة.
فلن تضيع يا مسلم إذا دعوت ربك مخلصًا له الدين، موقنا بالإجابة غير مستعجل.
* الأمر الثالث: تسمية داعي غير الله عز وجل مستكبر وتسمية الدعاء عبادة؛
كما في الحديث الصحيح ((الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ)) وتسمية داعي غير الله عز وجل مهما يكون المدعو من المنزلة عنده مستكبر عن العبادة؛ لأن الله دعاه.
ومما رُكز في الفطر إجابة الكريم؛ وأن من لم يجب الكريم تعدى عليه وأساء الأدب معه فهل أكرم من الله؟! العقلاء حتى من الكفار يقولون: لا أكرم من الله؛ حتى الكفار مجمعون مع المسلمين على أنه لا أكرم من الله؛ إذًا دعاك ربك أيها المسلم إلى أن تدعوه فادعوه هو وحده ولا تدعو غيره.
* الأمر الرابع: الوعيد الشديد ﴿ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ هذا هو الخلود في النار.
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري