من لم يدع قول الزور والعمل به
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من لم يدع قول الزور والعمل به والجهلَ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ] رواه البخاري وأبو داود.
[ المفطرات المعنوية ]
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء:
المفطرات على قسمين:
1- مفطرات معنوية يصح معها الصيام لكن ينقص ثوابه أو لا يكون فيه ثواب هذه مفطرات معنوية وهي:
فعل المحرمات من الكلام المحرم والنظر المحرم وكل ما حرم الله سبحانه وتعالى, فإنه إذا فعله الصائم فإنه ينقص ثوابه أو يبطل ثوابه فهو مفطر معنوي , لا يؤمر بالقضاء صيامه صحيح في الظاهر
لكن هو ناقص الأجر أو ليس فيه أجر بسبب هذه المحرمات التي ارتكبها وهو صائم ومنها ما في هذا الحديث من المحرمات التي يجب على الصائم اجتنابها ما ذكره في هذا الحديث [ من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ]
[ معنى قول الزور ولماذا سمي قول الزور بهذا ]
قول الزور: يشمل كل الكلام المحرم كالشتم والسب والغيبة والنميمة كل هذا من قول الزور
سمي بقول الزور من الازورار وهو الانحراف عن الحق { تزاور عن كهفهم ذات اليمين }(الكهف:17) تزاور يعني: تميل وتنحرف عن أصحاب الكهف فالازورار والزور هو الانحراف , الله جل وعلا يقول: { واجتنبوا قول الزور }(الحج:30) ويقول جلا وعلا: { والذين لا يشهدون الزور } (الفرقان:72) يعني لا يحضرون أعياد الكفار لأنها زور وباطل , فكل محرم من قول أو فعل فإنه زور
[ الزور يكون بالقول أو الفعل ]
والزور قد يكون بالقول كما في هذا الحديث وقد يكون بالفعل فيجتنب قول الزور بأنواعه كالغيبة والنميمة والسباب والشتم حتى لو سابه أحد أو شاتمه فإنه لا يرد عليه بل يقول: إني صائم كما في الحديث يقول: إني صائم يعني: يمنعني الصيام من هذا ((فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم)) (أخرجه البخاري:1904 ومسلم:1151) إني صائم ولا يرد عليه.
[ معنى والعمل به ]
(والعمل به) العمل بالمحرم لأن المحرم قد يكون بالقول وقد يكون بالفعل كالضرب والقتل والتعدي على الناس بالفعل هذا من الزور لأنه بغير حق.
[ معنى والجهل في الحديث ]
(والجهل) الجهل معناه: السفه وهو عدم الحلم فلا يسفه الصائم بل يكون حليما وقورا فالجهل المراد به هنا السفه وعدم الحلم كما قال تعالى: { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة } (النساء:17) وليس المراد بالجهل هنا عدم العلم فإن الذي لا يعلم لا يؤخذ ولكن المراد بالجهل هنا السفه فالسفه ينافي الصيام ولا يليق بالصائم أن يسفه مع السفهاء بل يتجنب هذا.
[ معنى ليس لله حاجة ]
وقوله ( ليس لله حاجة ) قيل: معناه ليس لله إرادة في صيامه أي: أن هذا الصيام لا يريده الله لأن الله إنما يريد الصيام الصحيح الخال عما يُخِلُّ به, فهذا صيام لا يريده الله لا حاجة لله فيه: يعني لا يريده ولا يرضاه وإلا فالله عز وجل ليس بحاجة إلى عباده ولا إلى أعمالهم, الله غني عن عباده لكن المراد هنا ليس لله حاجة يعني: أن هذا لا يرضاه الله زلا يريده من عباده لأنه صيام غير صحيح (فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) فدل على أن الصيام ليس بترك الطعام والشراب بل بترك المحرمات أيضا, فإن ترك الطعام والشراب ترك للمباح طاعة لله عز وجل أما ترك قول الزور والعمل به والجهل فهذا ترك لمحرم وهو واجب على المسلم دائما وأبدا ترك المحرم واجب على المسلم في الصيام وفي غيره وفي الصيام تركه والابتعاد عنه أوجب.
[شرح بلوغ المرام للشيخ:217-219/3]
العناوين بين [ ] ليست من كلام الشيخ