هل الاحتلام يبطل الصيام
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله تعالى -: هل يفسد صيام من احتلم ليلاً؟
فأجاب فضيلته بقوله: الاحتلام أمر قهري ليس باختيار الإنسان ولا حيلة له في رده، فإذا احتلم الصائم نهاراً لا يبطل صومه ولو تكرر، لكونه يقع منه في النوم، وقد رفع عنه القلم حتى يستيقظ، فأما الاحتلام ليلاً فلا أعلم قائلاً بإبطاله للصوم. (مجموع فتاوى ومقالات العلامة ابن عثيمين)
سئل أيضا فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى -: رجل جلس مع زوجته في يوم من أيام رمضان وهو صائم ولاعبها في فراشهما ونام، ثم احتلم في أثناء النوم فهل عليه قضاء الصيام؟
فأجاب فضيلته بقوله: ليس عليه قضاء؛ لأن الاحتلام الذي يكون في النوم ليس باختيار المرء، ولا فرق بين أن يحدث لذلك أسباباً من تفكير أو ما أشبه ذلك ثم يحدث في أثناء نومه، المهم أن هذا المني الذي نزل منه وهو نائم، وعلى هذا فليس عليه قضاء الصوم، وصومه صحيح. (مجموع فتاوى ومقالات العلامة ابن عثيمين)
سئل أيضا فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى -: عمن احتلم في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: جوابنا على ذلك نقول: صيامه صحيح، فإن الاحتلام لا يبطل الصوم؛ لأنه بغير اختياره، وقد رفع القلم عنه في حال نومه، ولكن ينبغي للإنسان أن يستوعب يوم الصوم بالذكر وقراءة القرآن، وطاعة الله سبحانه وتعالى، وأن لا يفعل كما يفعله كثير من الناس يسهرون في لياليهم في ليالي رمضان، ربما يسهرون على أمر لا ينفعهم ويضرهم، وإذا كان في النهار يستغرقون النهار كله بالنوم، فإن هذا لا ينبغي، بل الذي ينبغي أن يجعل الإنسان صيامه محلاًّ للطاعات والذكر وقراءة القرآن وغير هذا مما يقرب من الله تبارك وتعالى، والله أعلم. (مجموع فتاوى ومقالات العلامة ابن عثيمين)
هل الاحتلام يبطل الصيام
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين:
وأما الإنزال بالاحتلام أو بالتفكير المجرد عن العمل فلا يفطر، لأن الاحتلام بغير اختيار الصائم، وأما التفكير فمعفو عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم” متفق عليه. (مجالس شهر رمضان
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله:
إذا احتلم الصائم في نهار رمضان؛ فإن صيامه صحيح، لا يتأثر بالاحتلام؛ لأنه بغير اختياره، ويجب عليه الاغتسال من الجنابة من أجل الصلاة، والمبادرة بالاغتسال أحسن، وليست واجبة، والله أعلم . (المنتقى من فتاوى الفوزان)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
والخارجات نوعان:
نوع يخرج لا يقدر على الاحتراز منه او على وجه لا يضره فهذا لا يمنع منه كالاخبثين فإن خروجهما لا يضره ولا يمكنه الاحتراز منه ايضا ولو استدعى خروجهما فان خروجهما لا يضره بل ينفعه وكذلك اذا ذرعه القيء لا يمكنه الاحتراز منه وكذلك الاحتلام فى المنام لا يمكنه الاحتراز منه اهـ ( كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية )
فائدة: يستحب تقديم غسل الجنابة من جماع أو احتلام على طلوع الفجر والأحاديث الصحيحة في تأخيره محمولة على بيان الجواز، وإلا فالكثير من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقديمه على الفجر. ( المجموع شرح المهذب )