أقسام الخوف
الخوف أيها الإخوة على أقسام أربعة:
القسم الأول: خوف عبادة
خوف عبادة وهو الذي مر فلا يجوز أن يكون إلا لله فهو الذي بيده الخير وبيده الضر وبيده النفع ﴿قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[آل عمران:26] ويقول الله – جل وعلا -: ﴿قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران:29].
القسم الثاني: خوف الشرك
خوف الشرك وهو أن يخاف العبد من مخلوق كخيفته من الله أو أشد فيظن أن بيده النفع والضر فهذا خوف شرك بالله – جل وعلا – الذي يعبر عنه عند بعض أهل العلم بخوف التأله يقول الله – جل وعلا -: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّـهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء:77] هذا شرك بالله – جل وعلا- ولذا صار قسمًا مذمومًا وممنوعًا.
القسم الثالث: الخوف الجبلي الطبيعي
الخوف الجبلى الطبيعى كخوف المرء من السبع أو من الأسد أو الحية أو النار إذا كان في مكان واشتعلت فيه النار وغير ذلك وفزع من هذا فهذا أمر جائز ويعنى مجبون عليه الخلق قال الله – جل وعلا -:﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص:18] وقال جل وعلا -﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص:21].
القسم الرابع: خوف المعصية
خوف المعصية أن يترك المرء ما يجب عليه فعله خوفا من بعض الناس ولم يصل به الأمر إلى حد الإكراه يعني فعل المعصية أو ترك المأمور إلى حد الإكراه فهذا محرم ومعصيةٌ ومنافٍ لكمال التوحيد الواجب.