أنواع الإلحاد في أسماء الله
- الأول: أن ينكر شيئًا منها أو مما دلت عليه الصفات والأحكام، وهذا الذي سميناه من المحاذير الأربع “التعطيل”، كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم، لماذا سمي إلحادًا؟ لأنه يجب الإيمان بها، فلما مال عن هذا الوجوب سمّيناه إلحادً.
- الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين، إذًا النوع الثاني ما هو؟ التشبيه، النوع الأول، التعطيل، والنوع الثاني، التشبيه.
التشبيه أيضًا إلحاد؛ لأن الواجب إمرار الصفات على ظاهرها من غير تشبيهٍ، واعتقاد أنها تليق بجلال الله وكماله، فإذا شَبّهت مِلت عن الواجب.
- والنوع الثالث: تسمية الله بما لم يسمِّ به نفسه، وهذا الذي يخالف قاعدة أن أسماء الله توقيفية، خصوصًا إذا سمّى الله -عز وجل- باسمٍ يدل على نقص، وليس فيه كمال، فهذا جمع أنه سمّى الله بما لم يُسمِّ به نفسه، مع اسمٍ فيه النقص، وهذا مثل ما يفعل النصارى يسمّون الله أبًا، يسمّون الرب أبًا، فهذا فيه سمّ تسمية الله بما لم يسمِّ به نفسه، مع وجود النقص، وهي إثبات الولد لله -سبحانه وتعالى-، وأيضا الفلاسفة يسمون الله بالعلّة الفاعلة وغير ذلك؛ لأن هذا يخالف قضية التوقيف.
- الرابع: أن نشتق للأصنام من أسمائه أو نشتق للآلهة عمومًا من أسمائه -سبحانه وتعالى-، مثال ذلك: اللات من الله، وهذا أحد الأقوال في اشتقاق اللات، وإلا فقيل أن اللات مأخوذة من لتَّ السَويق -يصنع الطعام- يلت الطعام، اللات من الله، والعُزى من العزيز، ومناة من المنان، فهذا أيضًا إلحادٌ، قال: “وذلك أن أسماء الله مختصة به -عز وجل-“، ﴿وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾[الأعراف:١٨٠]، ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ﴾[طه:٨]، قوله: ﴿لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[الحشر:٢٤].
الشيخ:
خالد بن ضحوي الظفيري