بعض من البدع التي ابتدعتها قريش
من البدع التي ابتدعوها، يسمون أنفسهم الحمس ، والحمس عندهم بمعنى الشدة في الدين والصلابة فكانوا يزعمون أنهم هم الحمس بمعنى أنهم شديدون في دينهم وعندهم صلابة على دينهم، ولهذا لما كان يأتي الحج الناس تقبل على الحج الحجاج والعمار كانوا يمنعونهم من أن يطوفوا إلا بلباس قريش يعني إذا أردت أن تطوف البس من لباس قريش وإذا أردت كذلك أن تأكل كُل من طعام قريش وكانوا يقولون لا يطوف أحد إلا بثياب قريش فكان يأتي الحاج أو يأتي المعتمر فيريد أن يطوف فقد يجد الثوب من قريش فيلبسه ثم يطوف يأخذه من الحمس من قريش ،
طيب إذا ما وجد ثوبا من قريش ماذا يصنع ؟ هل يطوف ببيته؟ لا يمنعوهم ولو كانت امرأة فما الذي يحصل يطوف عريانا ولو كانت امرأة لهذا جاء من حديث ابن عباس عند مسلم قال :”كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطواطاً تجعلها على فرجها وتقول اليوم يبدوا بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله” فلما بعث الله – تبارك وتعالى – محمدا – عليه الصلاة والسلام – أنزل عليه﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣٧﴾ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾[الأعراف/32] أنزل عليه هذه الآية وفيها تحريم التعري الذي كانت تفعله قريش.
فهذا الذي صنعته قريش ومن أفعالهم أيضاً أنهم كانوا إذا حجوا أي قريش لا يخرجون إلى الحل لا يذهبون إلى جبل عرفات فيقولون نحن أهل الحرم نبقى في الحرم فيبقون في الحرم ولا يخرجون فلما جاء النبي – عليه الصلاة والسلام – وقد كان يخالفهم في هذا في الجاهلية وما هي الأمور التي حمى الله – تبارك وتعالى – بها نبيه – عليه الصلاة والسلام – وعصمه من كثير منها حيث أنه كان لا يشارك قريش في كثير من أفعالهم من هذه الأفعال ما ذكرناها الآن أن قريشا كانت لا تخرج إلى عرفة وتبقى في الحرم لأن عرفات كما هو معروف من الحل وليس من الحرم فكانوا هم يقفون في الحرم ويقولون نحن الحمس نحن أهل الحرم كان النبي – عليه الصلاة والسلام – لا يقف معهم ويتجاوزهم إلى عرفات فنزل القران ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[البقرة/199] فكان – عليه الصلاة والسلام – يقف في عرفات قبل أن ينزل عليه توفيقا من الله له – سبحانه وتعالى – لهذا كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس الذين هم قريش وكانوا يحتسبون على الناس يأتي الرجل فيعطي الرجل الثياب وتأتي المرأة وتعطي المرأة الثياب فمن لم يعطه شيء أي الحمس ما أعطوهم يطوف بالبيت عريانا.
الشيخ:
عرفات بن حسن المحمدي