ذكر نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- وبيان أنه بُعث من أفضل القبائل ومن أشرف الأنساب، وأن الأنبياء جمي
من المعروف والمسلم به عند جميع المسلمين وعند جميع المؤرخين وأهل السير أنه بعث من أفضل القبائل ومن أشرف الأنساب ، الأنساب والأعراق هي من الأمور التي يتفاخر بها الناس ويحرصون على إبرازها وإظهارها وكانت العرب على ذلك كانت أشهر من اعتنى بذلك وحرص عليه فالنبي – صلى الله عليه وسلم – بعثه الله من أفضل قبيلة ومن أشرف نسب فهو من فروع قبيلة مُضر التي هي أشهر قبائل العرب على الإطلاق والذين هم ينتسبون إلى نزار بن معد بن عدنان.
لهذا جاء في صحيح البخاري أن كُليب بن وائل سأل أو قال حدثتني ربيبة النبي – صلى الله عليه وسلم – زينب بنت أبي سلمة فقال قلت لها: ” أرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – أكان من مُضَر ؟ ” فقالت: ” فممن كان إلا من مُضَر من بني النضر بني كنانة ” وكان ذلك هو الحال في سائر الرُسل – عليهم الصلاة والسلام – بمعنى أنهم كانوا من أشرف القبائل وكان نسبهم النسب الرفيع النسب الشريف وهذه حكمة الله أن يكونوا من ذوي الأنساب الأصيلة والأقوام العريقة ، ولهذا لما سأل أبو سفيان سأل هرقل أو ماذا لما سأل هرقل أبا سفيان قال له: ” كيف نسبه فيكم ؟ ” قال: ” هو فينا ذو نسب ” أي صاحب نسب شريف معروف ، هرقل في ختام الأسئلة قال لأبي سفيان: ” سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل ُتبعث في نسب قومها ” هذا جاء في صحيح البخاري.
جاء في مسلم: ” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ” ، ولهذا أقول اتفق أهل السير والأخبار على ذكر نسبه – عليه الصلاة والسلام -إلى عدنان فنسبوه فقالوا: ” هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان “، ما بعد عدنان إلى إبراهيم – عليه السلام -اختلف أهل السير في صحته فمنهم من قال به ومنهم من توقف إلى آخره.
لهذا يقول العلامة ابن القيم – عليه رحمة الله – يقول: ” إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينههم أن عدنان من ولد إسماعيل – عليه السلام – ” ، فمعدن النبي – عليه الصلاة والسلام – طيب ونسبه كذلك من نسب نفيس فهو من نسل إسماعيل الذبيح وإبراهيم خليل الله وهو بشارة أخيه عيسى – عليه السلام – ودعوة أبينا إبراهيم.
الشيخ:
عرفات بن حسن المحمدي