ما حكم “ذبيحة المعراج” في رجب؟
هناك مَن يذبح في شهر رجب ويُسميها: ذبيحة المعراج؟
هذه ما لها أصلٌ، هذه بدعة، الاحتفال بليلة المعراج ليلة سبعٍ وعشرين بدعة، لا أصل لها
والمعراج غير محفوظٍ زمنه، المعراج ثابتٌ، والإسراء ثابتٌ، ولكن ليلته ويومه غير معروفٍ، ولو عرف اليوم أو الليلة لم يُشرع لنا الاحتفال بها ولا به
إذا كان الرسولُ صلى الله عليه وسلم لم يحتفل به، ولا الصحابة، ما نحتفل به، إنما نتبع ولا نبتدع، ليس علينا أن نبتدع
يقول الله جلَّ وعلا ذامًّا لقومٍ ابتدعوا، يقول سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]، ويقول صلى الله عليه وسلم: مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ
وكان يقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام: أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة خرَّجه مسلمٌ في “الصحيح”.
فلا يجوز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، ولا بالمولد، مولد فلان، ولا مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بمولد البدوي، ولا مولد عبدالقادر، ولا مولد الصديق، ولا علي، ولا فاطمة، لماذا؟
لأنَّ الرسول ما فعله صلى الله عليه وسلم، والصحابة ما فعلوه، ولا أمر به النبيُّ، فليس لنا أن نُحدِث شيئًا ما فعله نبينا صلى الله عليه وسلم ولا خير القرون
ما نكون كمَن قال الله فيهم: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ، ولا نقع في الحديث: مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ يعني: فهو مردودٌ.
يكفينا ما شرع الله، نجتهد فيما شرع الله: من الصلاة، والصدقات، والصيام، والحج، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والحث على اتباع سنته، وتعظيم أمره
أما الاحتفال فما لنا فيه حاجة، يكفينا ما شرع الله، الإحداث غلطٌ، وتنقص للشريعة، واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه ما بلَّغ البلاغ المبين.
فضيلة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله