معنى التدليس في البيع وأمثلةٌ عليه
عيبٌ يخفى ولا يمكن الوصول إليه إلا بوصف البائع، فهذا البيع يُسمَّى تدليسًا, وذكر المصنِّف أمثلة، ونحن هنا نضيف فنقول من أمثلته في السيارات تغيير العداد، عداد الأميال والكيلوات، فمثلًا إذا أراد أن يبيعها فصله قبل بيعها بسنة، فتمشي السيارة في خلال هذه المدة من عشرة آلاف إلى عشرين إلى ثلاثين ألفًا حسب الاستخدام، فإذا أراد أن يبيعها أعاد العداد كما هو، هذا العيب لا يمكن الوصول إليه إلا بعد نظر وفحص عن طريق الفاحص المتقدم الآلي الذي يسمونه كمبيوتر أو خبير دقيق ونادر، وهذا نادر،
منها حينما تعرض خزانة من خشب، وهي في الأصل بمسامير، فتتفكك المسامير، فيلصقها بشيء يظهر أنها مركبة دون مسامير، أظن يسمى عند النجارين (الموبيليا) ولا لأ؟ هكذا نعم، فإذا اشتراها ونقلها وإذا بها بعد أيام تتفلت هذه الخزانة من بعضها.
مثال ثالث: حينما يبيع عبدا له، فيصفه بأنه كاتب وأنه صانع يجيد كذا وكذا من الصناعات، فهذا من التدليس، كاتب وصانع هذه من الألفاظ المجملة، فكانت تطلق على من يحسن الكتابة، وتطلق وهو المتبادر إلى الذهن إلى من يجيد الكتابة لما يطلب منه، وقد يحرر ما يوعز به إليه من خطابات، هذا الذي يتبادر إلى الذهن، هذه من العيوب الخافية، فيجب هنا على البائع أن يبين فيقول هذا كاتب يكتب يعني يكتب خطابات عادية، يكتب رسائل عادية، أما كاتب بمعنى ماهو معهود عند أهل الفن فلا، حتى يزيل هذا من ذهن المشتري.
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري