معنى حديث ((لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ))
سبق معنا بأن الإيمان يكون كاملًا ويكون ناقصًا، وكماله بالطاعات وترك المعاصي والناس متفاوتون في ذلك، ونقصانه يكون بالمعاصي التي دون الشرك الأكبر والكفر الأكبر، والنفاق الاعتقادي، والإلحاد المخرج من الملة، ما كان دون ذلك من المعاصي فإن الإيمان ينقص به ولكنه لا يخرج صاحبه من دائرة الإيمان والإسلام، فيكون فيه من الإيمان وفيه من المعصية من كبائر الذنوب التي لا تكفرها إلا التوبة، ولكنه لا يخرج عن إسلامه وإيمانه وفي قوله ((لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ)).
أي كامل الإيمان لا ذاهب الإيمان وإنما يكون ناقص الإيمان، وكذلك ((وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ)) أي كامل الإيمان مثل من كان إيمانه كاملًا لم يشرب الخمر ولم يزنِ وهكذا، فالمقصود هذه الكبائر الزنا وشرب الخمر والسرقه ونُهبة ذات الشرف هذه من المعاصي والآثام التي ينقص بها إيمان من وقع في واحدة منها، ولكنه لا يكون كافرا خارجًا من الإسلام والإيمان، إلا إذا استحلها وكان عالمًا بالحكم فإنه يكفر، والمقصود ليفهم المسلم أن المعاصي لا يجوز أن يُكَفر بها العاصي إلا الأربع أنواع من المعاصي التي سبق ذكرها، وما كان دون ذلك فهي من الكبائر ومن الآثام التي يستحق صاحبها العقاب وأمره إلى الله تبارك و تعالى إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه وإن تاب فالتوبة تجب ما قبلها، نعم.
الشيخ:
زيد بن محمد المدخلي