معنى قولهم أن كلام الله صفة ذاتية وفعلية
كلام الله سبحانه وتعالى من جهة هو صفة ذاتية، ومن جهة هو صفة فعلية، أو يقال هو ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر.
وإيضاح ذلك أنه من حيث ربنا جل وعلا متكلم أزلاً وعلى دوام، وأن كلامه لا ينفذ فهو صفة ذاتية.
ومن حيث آحاد الكلام وأفراده التي تتجدد وتقع على وفق مشيئة الله سبحانه وتعالى وحكمته هو صفة فعلية.
وإيضاح ذلكم بهذه الأمثلة : فلما خلق السموات والأرض قال : ﴿ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ وقال للملائكة عليهم الصلاة والسلام : ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾.
وفي الحديث أن آدم صلى الله عليه وسلم لما سرَت الرّوح في جسده ووصلت إلى أنفه عطس فألهمه الله أن يقول”الحمد لله”، قال الله: “يرحمك ربّك يا آدم” فتكليم الله لآدم بعد تكليمه للملائكة قطعًا.
وكلّم موسى صلّى الله عليه وسلم وكلم محمّدًا صلّى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وتكليمُه موسى صلّى الله عليه وسلم قبل تكليمه محمّد صلّى الله عليه وسلم .
وفي الحديث الصحيح: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا سَيُكَلِّمُ رَبَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ)) يعني بلا واسطة، وهذا يوم القيامة والخلقُ حالَ الحساب يُكلّم الله من شاء بعد من شاء.
قوله “كلامه كيف شاء وكما شاء” هذا تأكيدٌ بأن كلامه سبحانه وتعالى لا تُعلم كيفيّته، وهذه قاعدة في جميع الصّفات الفعليّة والذّاتية، لها كيفيّة لكن لا نعلمها هو يعلمها سبحانه وتعالى .