نصيحة لمن يجتهد في رمضان فقط دون بقية الأشهر
السؤال: بعض الناس وللأسف الشديد تراهم في رمضان يواظبون على الصلوات الخمس وعلى التراويح والتهجد وقراءة القرآن الكريم فإذا ما انتهى رمضان؛ تركوا ذلك أو أكثره ! فما الحكم فيهم؟ وهل تقبل أعمالهم الصالحة تلك في رمضان؟ وما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء؟
الجواب: أما الاجتهاد في رمضان بالأعمال الصالحة ؛ فهذا شيء طيب ورمضان له خصوصية وموسم عظيم؛ ولكن المسلم مطلوب منه أن يجتهد في أعمال الخير في كل عمره، وفي كل حياته، وفي كل الشهور؛ لأن عمره فرصة ثمينة، وهو قادم على دار تحتاج إلى عمل؛ فإن الجزاء في الدار الآخرة إنما يكون على العمل. فالمسلم مطلوب منه أن يستغل حياته في الدنيا بالأعمال الصالحة، وأن يخص أيام الفضل ومواسم الخير كشهر رمضان ؛ يخصها بمزيد اجتهاد. أمَّا هؤلاء القوم المفرطون المضيعون للفرائض والصلوات؛ فإذا جاء رمضان اجتهدوا وحافظوا على الصلوات، فإذا خرج رمضان؛ فإنهم يتركون الفرائض ويضيعون، هؤلاء لا يقبل منهم اجتهادهم في رمضان. وقيل لبعض السَّلف عن قوماً يجتهدون في رمضان؛ فإذا خرج؛ تركوا العمل ؟ فقال: بئس القَوم، لا يَعْرفون الله إلا في رمضان ؟! . فهؤلاء لا يقبل منهم إذا تركوا الفرائض وتركوا الصلوات الخمس، أمَّا إذا كانوا تركوا شيئاً من السنن ومن النوافل ؛ فهؤلاء لا حرج عليهم، ويرجى لهم القبول فيما أسلفوا في رمضان.
الشيخ صالح الفوزان / الموقع الرسمي