هل من نبذة يسيرة عن الشيخ محمد أمان الجامي في ظل تشويه عبر وسائل الاعلام
السؤال:
هذا يسأل أيضا الأخ السائل يقول هل من نبذة يسيرة عن سيرة شيخكم العلامة محمد أمان الجامي -رحمه الله-في ظل تشويه سيرته من وسائل إعلامية مختلفة.
الجواب:
هذا الرجل -رحمه الله- شيخنا العلامة الحق محمد أمان -رحمه الله- تكلمت عنه وذكرت جملة من مناقبه وخصائصه في غير ما لقاء, ومسجلات كلها والحمد لله, لكن أقول إن هذا الرجل -رحمه الله- قد سمعت كلمة من الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان -رحمه الله- كنت أنا وهو في عام ألف وأربعمئة وتسع وعشرين, وكان إذ ذاك الشيخ على رأس العمل ألتقيته في مسجده أو المسجد المجاور لبيته في الطائف فكنت أنا وهو فقط لا ثالث معنا من البشر, ويسأل -حفظه الله- عن الأشياخ والطلبة وكذا ثم جاءت سيرة شيخنا الشيخ محمد أمان -رحمه الله- قال هذا الرجل يعني رجل صادق، ظلمه الناس هذا رجل مظلوم ومفترًا عليه وله في هذا سلف, فقد أوذي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وافترت الكفار عليه افتراءات عظيمة؛ قالوا: ساحر، ومجنون، و…، و…، إلى غير ذلك، هكذا حال المصلحين الصادقين الناصحين مع أعداء الحق، ولعلكم تسمعون في بلدان كثيرة يقال عن دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب نعم، يقال عنهم “الوهابية “، يلمزون أهل السنة وأهل الحق والذين لا يشركون بالله شيئا “وهابية “، الذين لا يقيمون البدع والشركيات “وهابية”، فهذا الإمام المجدد مفترًى عليه، أليس كذلك؟، لا توجد فرقة اسمها وهابية.
فما جاء به الإمام محمد بن عبد الوهاب هو امتداد أئمة السنة المدارس الإصلاحية السابقة على هذا النسق، وعلى هذا السبيل سار شيخنا الإمام محمد أمان – رحمه الله وغفر الله له-.
متى مات هذا الرجل؟ مات– رحمه الله – في شهر رجب عام ستة عشر وأربعمائة بعد الألف من هجرة النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-، له الآن قرابة كم؟ ثلاث وعشرين سنة تقريبًا، ولا زال يتكلم فيه أهل الباطل الذين غُصَّت حلوقهم ببيانه وانتصاره لمنهج السلف – رضي الله تعالى عنهم-، وإيضاحه لعقيدة السلف، ودفاعه عنها، وتدريسه لها، قرابة أربعين عاما في المسجد النبوي الشريف وهو ينتصر لاعتقاد السلف، ويبين الحجج والبراهين في إيضاح الحق للخلق، فلعل هذا الرجل قد بلغ رتبة أو أعد الله له رتبة في المنزلة ما بلغها بعمل عمله، فساق الله إليه هذه الحسنات حتى بعد الوفاة – رحمه الله وغفر له -.
يا رجل، والله لو لم يكن من حسنات هذا العلم أن طهَّر الأرض من طاغوت من طواغيت الأرض، لو لم يكن له من منقبة إلا أن طهر الأرض من طاغوت من طواغيتها لكفى بها منقبة له، طاغوت ادعى الألوهية وادعى الربوبية وغير ذلك من أنواع الكفر وألوانه، فقام الشيخ على مناظرته وهو في السودان، لما بعثه الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، كان الشيخ مكلَّفا من الشيخ في فترة ماضية أن يمشي إلى بعض البلدان الإفريقية وغيرها؛ لينظر أمور الدعوة، وأمور الدعاة وطلاب العلم، ويدعو ويعلم، وغير ذلك، فلما ذهب إلى السودان، وكان هناك شخص طه محمود أو محمود طه، أنا نسيت، كان قد ادعى الألوهية، وكان آنذاك رئيس بلاد السودان جعفر النميري، قد رفع حينها أنه سيطبق الشريعة في بلاد السودان، فجرى ما جرى من وجود الشيخ هناك، وقال النميري: إن استطعت أن تقيم معنى الكلام طبعا، لا أذكر اللفظ، لكن هذا ما حدثني به الشيخ من فمه إلى أذني بلا وسيط: إن استطعت أن تقيم عليه – يعني الحجة -، أو تبين ما هو عليه؛ أقمت عليه الحد – يعني حد الردة أو القتل -، فوافق الشيخ وناظره في محفل عظيم، فأقام الحجة عليه وألجمه، كيف وهو متمكن أمكنٌ – رحمه الله – في علوم الآلة وبالخاصة كلام أهل الكلام، فيعرف الكلام أكثر من أهل الكلام، ومتمكن أمكنُ في علم المنطق – رحمه الله -، فأقام الحجة على هذا الطاغوت وألجمه إلجامًا فطبق النميري هذا ما وعد به, وأقاموا المشانق لهم حتى كان الشيخ قال لي-رحمه الله- أن بعض يسوقونهم من الأتباع تؤمن به؟ تلحق، يعني تشنق أيضا، تكفر به؟ تنجو، قال: حتى إن بعض الأتباع يساق بعد أن شقنوه ورأوه يرفس أمامهم مات قتل، بعضهم لما رأى الموت كفر به وبعضهم قال: لا، أصر على أنه إله وإنه ما مات هذه صورة فقط ليست حقيقه فشنقوه معه، ثم كتب شيخنا بعد أن رجع رسالة مشتهرة ولعلها في جملة رسائله (المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية) طبعها مركز شؤون الجامعة قديما ووزع منها الآلاف، أليست هذه منقبة لهذا العلم أن طهر الأرض من الطاغوت؟ كيف لا يذكر هذا له فيدعى له ؟ أما أزعجنا وصدع رؤوسنا الخوارج والمارقون وأتباهم وأفراخهم قاعد داعش كذا أسماء كثيرة وعديدة, طواغيت قتال الطواغيت طواغيت أليس كذلك؟ يكفرون الأمة ويكفرون علماءها وحكامها وعوامها، لم لم تنتصروا لهذا الطاغوت الحقيقي الذي طهر الله الأرض منه بطريقة شرعية صحيح؟ أليست هذه بالله منقبة لهذا العلم؟ منقبة ولا لا؟ لم لا يذكر هذا في مناقبه؟ لم يغضون أطرافهم و يغمضون عيونهم عن إظهاره ؟ هؤلاء الضلال والله لو وجدوا على شيخنا-رحمه الله- خللا عقديًا واحدًا لطاروا به كل مطار، وعلم وأفتى ودرس وناقش وأشرف بالجامعة وخارج الجامعة بذل وقته لله تعالى بالانتصار للحق ونصرته, رجل شريف عفيف نزيه النفس, آية في التواضع وهضم النفس والله!، حتى إن شخصا من إحدى بلاد الخليج قال: والله يا شيخ أنني أحببت هذا العالم مع أني ما جلست إليه لما أراه من شدة تواضعه، أراه فيه، ما يتصنع الشيخ لا يتصنع التواضع هذه سجيته يحب ماذا؟ الخفاء وعدم الظهور ودائما كان، ذكر لي مرة ذكر لي حديث عبد الله بن عمر ((إن الله يحب العبد التقي الخفي النقي)) هكذا كان مسلكه غالبا إذا ما مشى في المسجد النبوي وخارجه لا يرفع رأسه يمشي وهو مطأطأ الرأس يرى أمامه -رحمه الله-، ولا يستشرف للناس حتى إذا ما أراد إذا ما صلى في المسجد النبوي ودرسه بعد العصر إذا صلى في الصفوف الأولى يخرج من أطراف المسجد، يمشي هنا أو هنا ما ترى إلا الشيخ عندك جاء، ما يريد ازدحام الناس واجتماع الناس حوله، لا يضع عباءته نعرف إلا له عباء واحدة كنت دائما أراه بها نعم إلا إذا جلس على كرسيه -رحمه الله- ينتهي يلفه مع الكتاب ويخرج به حتى لا يلاحقه الناس والعوام، وغير ذلك، جاءه سائل أجابه ومشى، هكذا كان حاله-رحمه الله-, ما أشعرنا يومًا بأنه عالم وأنه أعلم وأنه أفهم وأنه أدرى وأنه أحفظ وأنه أمكن وأنه أونه وأنه, ما أشعر الطلاب فضلا عن غيره, عرف قدره العلماء بارك الله فيكم، هذا رجل قد ظلمه الناس كثيرًا ولازالوا يظلمونه كونه كما قال السائل أن البعض يعني وسائل الإعلام تسعى في التشويه أو تشويه سيرته كما قلت هذه طريقة المصلحين أهل الباطل هكذا يفعلون مع أهل الحق، لما مات الإمام عبد العزيز شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله- تألمت الأمة الإسلامية السنية السلفية في كل مكان أليس كذلك؟ ولما وقعت أحداث المشاكل السبتمبر أحداث القاعدة وما فعلها بن لادن وأفراخه بارك الله فيكم ظهرت، هناك أخبرني بعض الإخوة من أهل فرنسا أنه خرج وزير الداخلية في ذاك الوقت أو كذا بإحدى الدول هذه يتكلم أن سبب انتشار هذا الذكر هو أمثال هذا الرجل جاؤوا بصور تلفزيونية لجنازة الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله- والأمة والآلاف المؤلفة التي تسير في حمل جثمانه-رضي الله عنه ورحمه-, هذا هو السبب هذا يقول الرجل هو السبب، هذا الإمام هو سبب هذا الفكر الخارجي القذر؟ الذي حاربه وبين ضلاله وحكم على صاحبه أعني على رأس من رؤوسه وهو أسامة بن لادن وحكم له أنه ضال، صار هو السبب؟ هكذا يرمون بلاياهم على المصلحين ، كم مشايخ السنة يحذرون من هذا الفكر الدخيل القذر الفكر الخارجي الذي دخل على بعض الناس وشوش على بعض الطلاب؟، لازالوا يحذرون ولازالوا أهل الباطل يرمون أهل السنة السلفيين بأنهم ماذا؟ يبذرون هذه البذرة وأنهم ينشرون هذا الفكر، أما قال أحدهم بمشرق الأرض أن داعش نبته سلفية! قطع الله لسانه ورددت عليه في هذا الجامع، يعني يجعلون يرمون الناس بما هو فيهم، المشايخ يبينون كثيرا ضلال الأفكار ويروجون بين الطلاب ويعلمونهم طرائق أهل السنة وموقف أئمة السنة من مثل هذه الأفكار، يظهرون للناس الموقف الصحيح من الحاكم المسلم الطائع كان أم الفاجر صحيح؟ حتى أنهم يسمونهم بأنهم غلاة الطاعة كيف غلاة طاعة ويكفرون الناس وينذرون ويبذرون بذرة دواعش؟ كيف هذا؟ هذا جمع بين النقيضين هم الذين بذروا الفكرة وغذوها نعم، وغرروا بالأغمار ثم تمرؤوا من الثمار، كما يقال فم يسبح ويد تذبح، هؤلاء يرمون هذه عادة أهل الباطل خذها قاعدة أهل الباطل والمبطلين يرمون غيرهم بما هو فيهم، ليدفعوا التهمة عن انفسهم، رحم الله شيخنا وغفر الله له وأعلى مقامه في عليين، كيف بهذا الإمام العلم مات بشهادة الأطباء لا هم جاميين ولا هم مدخليين، مات فالعناية المركزة كما يقول الطبيب الذي كان معه واصبعه يشير بالسبابة-رحمه الله-بالشهادتين-رضي الله عنه-، قال-عليه الصلاة والسلام- كما في حديث معاذ: ((من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)) نسأل الله لشيخنا الفردوس الأعلى وفق الله الجميع.
الشيخ:
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري