السؤال:
فضيلة الشيخ -وفقكم الله- من كانت تعرض عنده الشكوك في القضاء والقدر وفي أمور العقيدة ونفسه تكره هذا ويتألم منه، فهل يكون من الزائغين ويكون عليه إثم؟
الجواب:
أول شيء القضاء والقدر هذا سر الله في خلقه فلا تدخل فيه، عليك بالإيمان به ولا تدخل في مسائله، ولماذا؟ ولماذا؟ اترك هذا، سلم لله -عز وجل- أن ما قدره لابد أن يكون، وما قضاه لابد أن يقع، وأن الله لا يخلق شيئًا عبثًا، وأن الله حكيم يضع الأمور في مواضعها، وأن الله لا يظلم أحدًا، سلم لله هذا ولا تدخل في مناقشات القدر، ما تصل إلى شيء أبدًا إلا التيه والاضطراب، يكفيك أن تؤمن بالقضاء والقدر وتسلم لله -عز وجل- هذا الذي يكفيك، هذا من ناحية القضاء والقدر، أما من ناحية الأسئلة عن الشبهات لأجل تجنبها، وتدرسها لأجل تتجنبها هذا شيء مطلوب من المؤمن، أنه يعرف كما ذكرنا طرق الشر لأجل أن يتجنبها، نعم.
أما القضاء والقدر لا تحاول أبدًا تراك كلما تعمقت فيه زدت جهالة، ليه؟ لأنه سر الله في خلقه، والله ما كلفك أن تبحث في القضاء والقدر، كلفك أنك تعمل ومكنك من العمل وأعطاك القدرة على العمل، اعمل يا أخي، أما إنك تشغل نفسك في القضاء والقدر ما أنت بواصل ولا هو بهذا شغلك أنت، هذا يوكل إلى الله -سبحانه وتعالى-، أنت استعمل ما تقدر عليه وما عندك استطاعة فعله، وتجنب ما تستطيع أن تتجنبه، هذا المطلوب منك أن تتجنب الشر وتعمل الخير، هذا المطلوب منك، وإذا عجزت عن شيء الله لا يؤاخذك { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة: ٢٨٦]، إذا عجزت عن الشيء لا تؤاخذ لأنك تركته لأنك عاجز، إذا كنت تجهل الشيء لا تؤاخذ عليه حتى تعرف، إذا كنت نسيت ووقعت في شيء محذور لا يؤاخذك الله { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة: ٢٨٦]، والصغير لا يكلف حتى يبلغ سن الرشد، وما دام دون الرشد لا يؤاخذ، الله -جل وعلا- ما يحملك ما لا تطيق أبدًا، نعم.
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
شرح إغاثة اللهفان – الدرس الثالث